الجمعة، 1 أبريل 2016

تحت تصنيف:,

همساتٌ في الصحّـة النفسيـّة

Utopian Keys Utopian Soul
همساتٌ في الصحّـة النفسيـّة




لا تخلو حياة الإنسان من صعوبات وعقبات، مادية أو معنوية، خفيفة أو عنيفة، تعوق سير دوافعه نحو أهدافها، فإن عجز عن اجتياز العقبة بطريقة سريعة مُرضية، فالطريق الطبيعي لإزالتها أو التغلب عليها هو أن يضاعف جهوده وأن يكرر محاولاته لتنحيتها من طريقه.. لكن ماذا إن لم يفلح ؟؟ ..
ستكون عندها الخطوة الطبيعية الثانية هي أن يأخذ في البحث والتفكير عن طرق أخرى لحل هذه المشكلة، كأن يحاول الالتفاف حول العقبة، أو استبدال الهدف المعوق بآخر، أو تأجيل إرضاء الدافع إلى حين.
وقد يلتمس النصيحة أو يتعاون مع الغير أو يعمل على اكتساب معلومات ومهارات جديدة تعينه على حل مشكلته.. وقد يقع على الحل بعد جهد وعناء يطول أو يقصر، أو يطول تفكيره ومحاولاته دون جدوى فيمتنع عليه الحل مهما بذل من جهد وتفكير .. هنا يقال أنه يعاني أزمة نفسية فالأزمة النفسية حالة انفعالية مؤلمة تنشأ من الإحباط الموصول لدافع أو أكثر من الدوافع القوية. وكل إنسان لديه حدّ معين لتحمل الإحباط والصدمات لا يلبث أن ينهار بعده مهما بلغ اتزانه النفسي، حيث أن جسم الإنسان لا يكون في يوم من الأيام، منذ الولادة حتى الموت في حالة من التوازن الكامل .
أمّا عن الأزمات النفسية و الخيبات التي يلاقيها الإنسان في حياته فتنشأ غالباً من فشله مؤقتاً أو لمدة طويلة في تلبية وإرضاء دوافعه وحاجاته ورغباته .. أو بمعنى آخر أنها تنشأ من تفاعل الإنسان الذي يجري ما بين حاجاته و صفاته من جهة، وظروف بيئته من جهة أخرى، فإن استطاع المرء أن يرضي حاجاته بسرعة، حدث ما يمكن أن يُدعى التكيف الطبيعي، ويمكن إحداث التكيف الشخصي والاجتماعي للإنسان بالعناية بزاويتين أساسيتين هما :
الأولى هي قدرة الإنسان على أن يصل إلى درجة من التكيف مع نفسه، أي مع القيم والأهداف التي ارتضاها لنفسه، وإلى درجة لا بأس بها من التكيّف مع المحيط التي يعيش فيه.
والثانية أنه يترتّب على شعور الإنسان بتقبله لذاته، وتقبّل الآخرين له، الشعور بالسعادة والارتياح، فيما يقوم به من تصرفات وسلوك.
أما في حالة استمرار دواعي الخيبة والفشل لمدة طويلة فإن النتيجة ستكون شكلاً من أشكال التكيف السيئ. وتكيّف الإنسان الشخصي والاجتماعي الإيجابي أمرٌ هام لإحداث التوازن والصحة النفسية..
إذن فالصحة النفسية هي التوافق التام أو التكامل بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الأزمات النفسية العادية التي تطرأ على الإنسان ومع الإحساس الإيجابي بالسعادة والكفاية . وبمعنى آخر التوافق النفسي الذي يهدف إلى تماسك الشخصية ووحدتها، وتقبّل الإنسان لذاته، وتقبّل الآخرين له، بحيث يترتّب على هذا كلّه شعوره بالسعادة والراحة النفسية.
لكن كيف يعرف الإنسان أنه معافى نفسياً ولا يعاني من أزمة أو عارض نفسي ؟؟ وما هي أهم المعايير التي يمكن الحكم بها على درجة الصحة النفسية عند شخص ما ؟؟

علامات الصحة النّفسية:

ليست الصحة النفسية مجرد خلو المرء من الأعراض الشاذة الصريحة، العنيفة أو الخفيفة، والتي تبدو في صورة وساوس أو هلاوس أو توهمات أو مخاوف شاذة ، أو في صورة عجز ظاهر عن التعامل أو التواصل مع الناس أو في القدرة على ضبط النفس .. بل إنها حالة تتميز إلى جانب هذه العلامات السلبية بأخرى إيجابية، موضوعية وذاتية : موضوعية أي يمكن أن يلاحظها الآخرون، وذاتية أي لا يشعر بها إلا المرء نفسه .. من هذه العلامات:

◊ التوافق الذاتي : ويقصد به قدرة الإنسان على التوفيق بين دوافعه المتصارعة توفيقا يرضيها جميعا إرضاء متزنا. ومدى تقبله للحقائق المتعلقة بقدراته واستعداداته الشخصية وما يستطيعه وما لا يستطيعه.
وهذا لا يعني أن الصحة النفسية تعني الخلو من الصراعات النفسية، إذ لا يخلو إنسان أبداً من هذه الصراعات، إنما تعني القدرة على حسم هذه الصراعات والتحكم فيها بصورة مُرضية، والقدرة على حل الأزمات النفسية حلا إيجابيا إنشائيا بدلا من الهرب منها أو التمويه عليها.

◊ التوافق الاجتماعي: وهو قدرة الإنسان على عقد صلات اجتماعية مُرضية ومتزنة ، علاقات تتسم بالتعاون والتسامح والإيثار فلا يشوبها العدوان أو الارتياب أو الاتكال أو عدم الاكتراث لمشاعر الآخرين.

◊ ارتفاع وصيد الإحباط : وهو شعور الإنسان بالكفاءة والقدرة إزاء مواقف الحياة اليومية وممارستها المعتادة، وكذلك إزاء إحباطاتها، وقدرته على الصمود للشدائد والأزمات دون إسراف في العدوان والتهور أو النكوص أو استدرار  العطف أو الرثاء للذات.

◊ الشعور بالرضا والسعادة: أي استمتاع الإنسان بالحياة بعمله وأسرته وأصدقائه، وشعوره بالطمأنينة وراحة البال في أغلب أحواله.

◊ الإنتاج الملائم : أي قدرة الإنسان على الإنتاج المعقول في حدود ذكائه وحيويته واستعداداته، إذ كثيرا ما يكون الكسل والقعود والخمود دلائل على شخصيات هدّتها الصراعات واستنفد الكبت حيويتها.

◊ القدرة على إرضاء حاجاته البيولوجية والنفسية إرضاء مناسباً، وعلى تحقيق التوازن والانسجام بين دوافعه المختلفة.

◊ الجهود البناءة: يقصد بذلك قدرة الإنسان على إحداث تغييرات إصلاحية بنائية في بيئته، على ألا يكون هذا صادرا عن رغبته في مخالفة العرف أو توكيد الذات أو عن دوافع عدوانية مكبوتة.
وبالعموم فإن الصحة النفسية حالة نسبية تتفاوت درجاتها باختلاف الأفراد، وشرطها الأساسي تكامل الشخصية والنضج الانفعالي، أو مدى توافق الإنسان مع نفسه ومع المجتمع.


المحافظة على الصّحة النّفسية:
             
نعمة عظيمة يمتلكها الإنسان ألا و هي التوازن والصحة النفسية، ولمّا كانت الوقاية خير من العلاج فهذه أهم المبادئ والوصايا التي يضمن تطبيقها المحافظة على الصحة النفسية ودعم التوازن النفسي :

1- اعرف نفسك : معرفة النفس والاستبصار فيها من أولى دعائم الصحة النفسية ، هي لبّ الحكمة ومفتاح السعادة.. ((وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) االآية 21 - سورة الذاريات .. لذلك:
حاول أن تعرف نواحي القوة والضعف من نفسك، وأن ترسم مستوى طموحك وفق حقيقتك لا وفق خيالك " و رحم الله امرء عرف قدر نفسه" .
حاول أن تعرف الدوافع والأهداف التي تحركك، فجهل الإنسان بدوافعه مصدر لكثير من متاعبه ومشاكله واندفاعاته.
حاول على قدر ما تستطيع أن تستشف الحيل الدفاعية التي تصطنعها للتخفّف من متاعبك اليومية (ومن هذه الحيل الكبت وأحلام اليقظة وأحلام النوم والتردد .. وغيرها)، فمعرفتها تساعدك على أن تضع إصبعك على مصادر ما يؤلمك ويؤذي نفسك دون أن تكون متفطنا إليه، ومن ثم تساعدك على ضبط هذه الحيل والتحكم فيها. فالإسراف في استخدام هذه الحيل يباعد بينك وبين الواقع، ويجعلك تعمى عن رؤية عيوبك.
واجه مخاوفك وحللها، فضوء النهار يطرد الأشباح . سجّل على ورقة ما تراه من أسباب قلقك في عملك، وفي بيتك، وفي علاقاتك بالآخرين، فإن كانت هذه الأسباب تافهة فذرها، وإن كان لا بد منها فاحتملها، وإن كان لا حيلة لك فيها فقدّر أسوأ الاحتمالات وهيئ نفسك للموقف الذي يجب اتخاذه حين يقع هذا الاحتمال.
ومما يعينك على هذه المعرفة والاستبصار أن تقوم بتحليل أحلام اليقظة التي تنساق وراءها تلك التي يتكرر ورودها، فهي مرآة صادقة لما تنطوي عليه نفسك من رغبات وحاجات محبطة معوّقة. وأن تقوم أيضاً بتحليل المواقف التي تثير في نفسك انفعالات شديدة نحو الآخرين، كي تستعد لمواجهتها بطرق أفضل أو تتجنبها.

2- لا تخدع نفسك : ليس هناك إنسان يخلو من العيوب: الأنانية أو الغرور أو العدوانية أو التعصب.. اعترف لنفسك بعيوبك ودوافعك غير المحمودة، ولا تحاول إنكارها أو تجنب مواجهتها أو التهوين من
أمرها، ولا تخدع نفسك بتركها للزمن، بل اعترف بها أولا. فالكبت إنكار للواقع وخداع للذات، و ينجم عنه أضرار وأخطار .. و لو أن الجندي اعترف لنفسه بخوفه من القتال ما أصابه الشلل في ساقيه، و الطالب لو اعترف لنفسه بخوفه من الامتحان ما أصابه الانهيار قبيل الامتحان .. إن شر الحروب هي الحرب التي يشنها الإنسان على نفسه، ولكنها حرب لا مفر منها إن أراد أن يحتفظ بصحته النفسية.

3- اشترك في نشاط اجتماعي: أو لا تعتزل الناس على الأقل، فكل إنسان في حاجة إلى الغير ليساعدوه على حل مشاكله التي لا يستطيع أن يحلها بمجهوده الخاص، وليشعروه بالأمن ويزيدوا من احترامه لنفسه .. هذا إلى أن الاندماج والاشتراك مع الناس يمد الفرد بأفكار جديدة، ووجهات نظر جديدة، كما يعينه على تصحيح أفكاره وتصوراته الزائفة التي يخلقها الخيال ولا يصححها الواقع. وأهم من هذا أنه يعينه على اكتشاف نفسه، أي اكتشاف قدراته وإمكاناته الخافية أو المهمة..
كما أنّ شخصية الإنسان لا تكتمل إلا إذا شعر بأنّه عضو فاعل في مجتمعه، يسعى دائماً لتقديم المساعدة للآخرين عندما يستطيع، وهو ما ينمّي أواصر العلاقات الطيبة بين الأفراد ، وأساس الصحة النفسية هو في جوهره تغلّب الغيرية على الأنانية، والتعاون على المنافسة، والتسامح على الحقد والبغضاء.

4- اعرف غيرك: لا تتخذ من نفسك مقياساً للحكم على غيرك، فهناك فروق فردية ترجع إلى عوامل عدّة، وتذكّر أن السلوك الظاهري لا يعبّر دائماً عن سريرة الإنسان، حيث أنّ التفاهم والتعامل مع الناس ليس بالأمر اليسير.. فكثير من الناس يلجئون إلى التصنع أو لا يحسنون التعبير عن أنفسهم، فلا تتسرع في الحكم على الناس. واعلم أن البعد عن التصنع والتكلف والمواربة يعفيك من كثير من الحرج والتورط والصراع ولا يلبس عليك الأمور، أو يحرف حقيقة صلاتك بالآخرين . وبذل الجهد في هذا الأمر والوصول إليه مطلوب لكي تضمن الانسجام مع الغير وراحة البال.

5- اتخذ لنفسك صديقا: ليست الصداقة مجرد تبادل الخواطر والأفكار بل بثّ الشكوى وتجاوب المشاعر والرغبات، لهذا احرص كل الحرص أن يكون لك أصدقاء أوفياء تلجأ إليهم للاسترشاد برأيهم وللإسرار بمتاعبك، فالصديق شخص يسمع ويفهم ويحنو وينصح، والتعبير له عن متاعبك ومشاكلك باللفظ يهوّن من شدّتها، ويزيدها وضوحا وتحديدا، ويجعلك تنظر إليها نظرة موضوعية، مما ييسّر تحليلها وفهمها
ونقدها والكشف عمّا قد يكون بها من مبالغات. والبوح للصديق بما تخافه أو تخجل منه أمان من الكبت، لكن لا تنس أن للصداقة درجات وللأصدقاء مراتب، فلا تكلّف صديقك فوق طاقته، ويجب أن تعلم أنّه في حاجة إلى صداقتك كما أنك في حاجة إلى صداقته، فدع روح الصداقة تشكّل سلوكك أينما كنت وفي جميع الظروف التي تلاقي فيها أخاك الإنسان.
ومن ثم فإنّ الصداقة عامل هام في تنظيم شخصية الفرد ، وإنّ انعدام الأصدقاء علامة على سوء التوافق خاصة في مرحلتي المراهقة والشباب.

6- تعلّم حل المشكلات بالطرق الصحيحة: الأسلوب العلمي لحل المشكلات هو الأسلوب الوحيد لحلها حلا واقعيا سليما، لأنه أسلوب يقتضي الروية والتفكير والنظر إلى المشكلة من جميع نواحيها السّارة وغير السّارة ووزنها وتحليلها، هذا إلى أنه أسلوب موضوعي يتطلب أن يسترشد الإنسان أولا بالوقائع والمشاهدات الموضوعية لا بحالته الذاتية ومخاوفه وشكوكه.. أما الأسلوب غير العلمي فقد يخفي المشكلة في الظاهر لتعود شرا مما كانت عليه، أو لتتمخض عن مشكلات أخرى، وحاول أن تحسم مشكلاتك فور ظهورها، وأن تبتّ في الأمور دون تسويف كبير وأن تصل إلى قرارات حاسمة غير مائعة.. فتعليق الأمور يبعث في النفس القلق، ويثير الصراعات القديمة، بل يخلق صراعات جديدة . فإن أعجزك حل المشكلة فاستشر.

7- أتقن عملك: لا تحاول أن تنجز ثلاثة أشياء في وقت واحد، لأن هذا يعني قصورك عن إتقان أي واحد منها. ولو كان شعارك ( الكيف قبل الكم ) لكان خيرا وأبقى. ففي الإتقان أمانة وشعور بالنجاح والفوز، وهذا أفضل سبيل إلى زيادة الثقة بالنفس، والإتقان لا يعني أن ترهق نفسك بالإسراف في العمل.
فقد يكون هذا الإسراف حيلة دفاعية ضد القلق . وهذا نوع من التبذير يجب أن ينتبه إليه المرء وأن يعمل على إزالة أسبابه.

كما أنّه من الضروري التنويع في النشاطات التي تمارسها ، فهو من عوامل الراحة والتجديد ، ولهذا السبب تعتبر الهوايات على اختلاف أنواعها من رياضة بدنية وفنون من مقتضيات الحياة المتزنة المنسجمة..
ولا تنس أنك جزء من الحياة وأنك كالطبيعة التي تعيش في كنفها، خاضع لإيقاع معين يتمثّل في تعاقب الليل والنهار، الراحة والنشاط، النوم واليقظة، فاحترم نظام إيقاعاتك.

8- ركّز انتباهك في الحاضر: لا تكثر من التحسر على ما فات، والتوجس مما هو آت، بل درب نفسك على تركيز انتباهك في الحاضر، فهذا خير وسيلة للإتقان وسرعة البت والإعداد للمستقبل، غير أن هذا لا يعني إغفال الخبرة الماضية وما يقتضيه المستقبل، بل يعني أن خير الطرق للاستعداد للغد هي أن نركز اهتمامنا ونشاطنا في إنهاء عمل اليوم على خير ما يكون دون إسراف في تأمل الماضي والمستقبل لذاتهما تأملا يغشاه القلق، فالقلق لا يسلب الغد أحزانه، لكنه يسلب اليوم قوّته. مع أخذك بعين الاعتبار لأهمية وضع خطة لنشاطك بحيث يكون المستقبل ثمرة الماضي.


9- حافظ على صحتك البدنية: الإنسان وحدة جسمية نفسية، والجسد آلة النفس، وسلامة الجسد شرط من شروط سلامة وظائف النفس، والعادات الصحية التي تكوّنها للمحافظة على صحتك تقوّي
فيك العزيمة والإرادة .

والإرهاق الجسمي الموصول أو المرض الجسمي الموصول يخفض من قدرة الفرد على مقاومة الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها، أي يعرّضه أو يورطه في اضطراب نفسي، وعكس هذا صحيح، فالإرهاق النفسي الموصول يقلل بالفعل من قدرة الفرد على مقاومة الأمراض الجسدية.


10- لا تتردد في استشارة خبير نفسي إن أعجزك الأمر:
ولكن متى يتعين على الإنسان طلب المعونة من خبير نفسي ؟؟
إن استبد به الضيق والقلق أو الشعور بالذنب أو الاكتئاب بصورة موصولة وعجز عن تحديد مصادر هذه المشاعر

إن كان حيال مشكلة محددة، لكنه لم يجد من خبراته ومعلوماته ما يعينه على حلّها، أو إن جرّب حلولا مختلفة واحدا بعد الآخر فلم ترضه هذه الحلول أو لم تفده في حلّ المشكلة، بأن كانت حلولا خيالية أو غير عملية واقعية.

إن كان يتهرب من مواجهة مشكلته بتجاهلها أو استصغارها أو التمويه عليها أو ادعاء العجز عن حلّها.

إن كان ينسب قيام المشكلة بأسرها إلى الناس والظروف فيلقي كل اللوم عليها، دون أن يجد من

الشجاعة ما يحمل نفسه شيئا منها.

إن اشتد اضطرابه وانفعاله من كل ما يذكره بمشكلته.

إن أصبح سريع الاهتياج تثيره التوافه من الأمور، شديد التردد قبل القيام بعمل عادي أو اتخاذ قرار غير هام ، شديد الندم والتحسر على ما يعمله، بادي القلق على صحته وعمله ومستقبله.

إن بدأت مشكلته تعطله عن أداء عمله كعجز الطالب عن تركيز الانتباه اللازم للتحصيل، أو بدأت تفسد صِلاته بالناس كأن أصبح شديد الميل إلى الاعتداء أو إلى الشك في نيات الناس، أو استدرار العطف والمعونة منهم، أو بدت لها آثار جسدية مزعجة كالصداع والأرق وفقد الشهية للطعام.

وأخيراً .. لعل الحرص على الصحة النفسية والتوازن النفسي عوناً لتحقيق الإنسان ذاته، وتدريب شخصيته بوعي كامل لوجوده ، فيكون بهذا فاعلاً منتجاً بناءاً واثقاً من ذاته متواصلاً مع الغير بما يحقق له النجاح والسعادة .

_________________________
إعداد :: رنيـم شـاكر أبو الشـامات
March 12, 2012         

Resources
Ο "أصول علم النفس " الدكتور أحمد عزت راجح أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية .
Ο  "النمو النفسي وأسس الصحة النفسية " د.مصطفى زيدان أستاذ علم النفس بالجامعة الليبية.
Ο "الصحة النفسية في الأسرة والمدرسة والمجتمع " د. مصطفى فهمي.
Ο  "مشكلات الصحة النفسية في الدولة النامية "  د. صموئيل مغاريوس.

بوابة يوتوبيا

Author & Editor

مقـالات متخصصة في الفكر وتطوير وتنمية الذات بقلم رنيـم شـاكر أبو الشـامات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Utopia Gate Directory

  • Copyright © Utopia Gate™ is a registered trademark.
    Designed by Templateism. Hosted on Blogger Platform.