الإنسانُ يُحبُّ الجَمال ... إذاً لِمَاذا يُدمـّره !؟
رَاحَةٌ للنّفـس أنْ تُبصِرَ الجّمالَ حيثما نقـّلتَ ناظريك.. وإنَّ مِنْ جمالِ الرّوحِ ما يَطفو عَلى الوجوهِ
فتضيءُ بِشْراً وجَمَالاً، وإنَّ مِنْ فسَادها ما يَقلبُ حَسَنَ الوجهِ قبحـاً.
وقِلـّة مِنَ النّاسِ مَنْ أُوتِيَ حِكمةً أنَارتْ لهُ بَصيرَتـَه فـَعلِم أنَّ الجّمالَ الحقيقيّ يَنبعُ مِنَ الدّاخِل قبلَ
أن يُصبحَ تصَرُفاً وقوْلاً ومَظهراً، وأنّه مَوجودٌ في كُلِّ شَيءٍ لَمْ تَمتدّ إليهِ يَدٌ عابثـَةٌ تُفسِـده.
حلـّقْ بمُخيلتِكَ مَعي وتـَأمّل كـَـوناً فسيحاً تذوبُ المَجرّاتُ في اتساعه، ثمّ تـأمّل مجرَّتنا وقـُل
معي: سُبحان الخَالقِ المُبدع .. الـّذي أبْدعَ كـُلّ هـَذا النّظـامِ والدّقـّة!.
فالكواكبُ تطوفُ حَول شَمسٍ عَظيمةٍ في تكوينِهَا وفي ضِيائِها..
وكلُّ كوكبٍ فيها لا ينفكّ يَدورُ فِي مَدارٍ ثابتٍ لا يُخطِئهُ أبَداً..
وكلُّ كوكبٍ فيها لا ينفكّ يَدورُ فِي مَدارٍ ثابتٍ لا يُخطِئهُ أبَداً..
كمَا جَاء فِي قولهِ تعَالى:
" لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) " من سورة يس
" لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) " من سورة يس
وكُلٌّ مِنها يَدورُ بزمنٍ معينٍ لا يَزيدُ ولا يَنقص..خُذ مثالاً الأرض فهي تدورُ حََولَ نَفسِها مرّة كلّ (24) سَاعَة، وتدورُ حَولَ الشّمس كلّ (365) يوماً أرضياً ! وتُرسِيها الجّبالُ راسخة، وتمتدُّ الأنهارُ فيهَا كالشّرايينِ فتمُدّها بالحَياة ! تسْطعُ الشّمسُ فيها نهاراً ويُنيرُها القمرُ والنّجومُ ليلاً !
تتوَالى الفُصولُ فِيهَا فتتنسّمُ الطبيعة للجِمالِ عَبقاً يختلفُ مِنْ فصلٍ لآخَر.
تتوَالى الفُصولُ فِيهَا فتتنسّمُ الطبيعة للجِمالِ عَبقاً يختلفُ مِنْ فصلٍ لآخَر.
إنَّ يَدَ الجَمالِ لمْ تضعْ لمَسَاتِها على سَطحِ الأرضِ فلوَّنتها بألوانِ الطّبيعةِ المُختلفةِ فَحَسبْ، بَلْ لقد امَتّدتْ إلى أعمَاقِ البحَارِ والمُحيطاتِ
فرَسَمتْ فيَها للحَياةِ كُلَّ شَكلٍ جَميلٍ وغَريبٍ.
فرَسَمتْ فيَها للحَياةِ كُلَّ شَكلٍ جَميلٍ وغَريبٍ.
والآنْ دَعْ كُلّ هَذا ، وتأمّلْ مَليّـاً في نَفسِكَ، فِي دقـّـة خَلقِكَ وتكوينِكَ ، وفِي جَمَالِ تصويركَ ..
قالَ تعَالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " من سورة التّين
قالَ تعَالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " من سورة التّين
وبَعْد، لقدْ جئتَ أيّها الإنسانُ لتعمِّرَ الأرضَ وتبنِيهَا لتجْعَلهَا طيّعَـة لحَياتِك ومعيشتك، فمَا بَالكَ وقـَدْ جَلبتَ إليَها التدميـرَ .. ؟!
لقد خَلقَ الله الأرضَ وحَبَاهَا بالخَيرات، فجئتَ تجُورُ عليها وتسيء استغلالَ ثرَواتِها ،إلا أنّ تشويهَ الجَمال لم يقتصر فقط عَلى مَا حَولك بل لقد تعَدّيته إلى نفسِك. يَبدو أنّ القبـحَ أصبَح شيئاً يسْتهويك حتى تزْرَعَه في كلِّ مَكان !
أضفْ إلى ذلكَ استسلامـك لضَعفِ نفسـك البشريّة وإفسَاحِـك المَجَال واسِعاً أمامَ جُملةٍ من الخِصَال السّيئةِ مِنْ كُرهٍ وحقدٍ وأنانية وغِشّ وخِداع مُشوّهاً بذلك فِطرةً سَليمة ونفساً سويّة المنشأ.
أتُعمّـرُ طرَفاً وتُدمّـرُ للحَياة أطرَافاً ؟!.
إنَّ للجَمالِ مَواضُع أكثر مِن أنْ نُحصِيها وهو مِنْ حَولنـا أينما نَظرنا.
وأنتَ الإنسانُ بطبْعِكَ تُحبّ الجَّمال، لذا دافِعْ عَنْ نَفسك ، لمَ تبذرُ القُبْحَ في كُلِّ مَكان ؟!
__________________
بقلم :: رنيـم شـاكر أبو الشـامات
March 02, 2011
0 التعليقات:
إرسال تعليق