الإســـــلام ديـــــنٌ فريــــــد
أجـلّ نعمـةٍ أنعـم اللّـه بها على أهل الأرض عامّـة وعلى المؤمنين خاصّـة هي نعمـة الإسـلام، وبعثـة نبيّ الرحمـة عليـه أفضل الصّلاة والسّلام
هو الدّين الخَـاتم الّذي ارتضاه اللّـه لعباده كافّـة، ونبيّـه هو النّبي الخـاتم الّذي جاء مصدّقاً لما بين يديـه، وليتـمّ على يديه نشـر نور اللّـه، ودعوة الحقّ التي ارتضى للخليقة..
وما من عاقل مُنْصِف من عدوّ أو صديق إلا يعترف بهذا، لأنّ نبيّ الإسـلام تفرّد عن سابقيه من الأنبياء - صلوات اللّـه عليهم وسلامه - بخصائص جمّـة، إذ جمـع صلّى الله عليه وسلم كلّ الخصائص الّتي حازوا عليها مجتمعـةً وفوق ذلك أكرمه اللّـه بميّزات أخرى هيأته ليكون خاتـم الرّسل، ولتكون دعوتـه إلى النّاس آخر دعوة..
ومن أهـم ما يميز هذا النّبي وهذا الدّين الّذي جاء به ، العملية والإيجابية، لأنّه دين يؤمن بالعمل
والحركة والبناء، وليس دين مواعظ نظرية فحسب..
والحركة والبناء، وليس دين مواعظ نظرية فحسب..
وقد كان أوّل خطاب خاطب به اللـّه نبيـّه: " اقرأ " ..
والقراءة والتعلّم أمرٌ إلهـي للأخذ بأسباب العلـم، والعلم طريق لبناء المجتمع المتفوّق وبناء الحضارة الرّاقيـة..
وتدرّجت تعاليم الإسـلام لتشمل الوجود كلّه، فنظّـم علاقة الإنسان بأسرته ( أباً وأماً، أبناءً واخوة، وأزواجاً )..
ونظّم علاقتـه بالمؤمنين من حوله حتى آداب اللّقاء بين النّاس في طرقاتهم لم يهملها الإسـلام.
قال الرّسول عليه الصلاة و السّلام : " يُسلّم الصّغير على الكبير ، والمار على القاعد
والقليل على الكثير " ..
قال الرّسول عليه الصلاة و السّلام : " يُسلّم الصّغير على الكبير ، والمار على القاعد
والقليل على الكثير " ..
ونظّم علاقة الإنسان بما حوله أيضاً من مخلوقات اللّه من نبات وحيوان فنهى عن قطع الأشجار إلا لمنفعة، وحثّ على الرّفق بالحيوان ..قال صلوات الله عليه وسلامه :
" عُذّبت امرأةٌ في هرّةٍ سجنتها حتّى ماتت، فدخلت فيها النّار لا هي أطعمتها وسقتها ، إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من حشاش الأرض "..
لم يترك الإسـلام شيئاً إلا وقف عنده، ووضـع تصوّراً واضحاً ، وهدياً قويماً لطريقة التّعامل معه في كتاب اللّـه العزيز ، أو سنّة نبيّه أو هدي أصحابه رضوان اللّـه عليهم ، بدءاً من الذرّة وانتهاءً بالمجرّة ..
وأزال الإبهام عن كثير من الأسئلة المحيّرة الّتي شغلت بال النّاس من المفكرين وغيرهم ..
والدّين الإسلامي لم ينظر إلى الإنسان على أنّه روحٌ فحسب ، وانهال عليه بالعظات التي تجعله يركن إلى الأرض ويزهد بالدّنيا وما فيها ، ولا على أنّه جسدٌ يجري وراء لوازم استمرار بقائه فيتحوّل إلى حيوان .
بل نظر إليه على أنّه جسدٌ وروح ، وأقام تلك المعادلة الصّعبة والحسّاسة بين الرّوح والجسد..
بل نظر إليه على أنّه جسدٌ وروح ، وأقام تلك المعادلة الصّعبة والحسّاسة بين الرّوح والجسد..
و بنى العلاقة بينهما على أساس يخدم الفرد في هذه الدنيا الفانية ، ويسعده في الآخرة الباقية ..
وتوجّه الله سبحانه وتعالى إلى المؤمن آمراً إيّاه ألا يجعل الآخرة همَّـه فحسب متناسياً متطلبات
نفسه ، ولا ينغمس في الدّنيا
نفسه ، ولا ينغمس في الدّنيا
هذا هو الدّين الحقّ ، الدّين الخاتم الذي ارتضاه اللّـه لخليقته ، الدّين الذي امسك بميزان العدل
بين النّفس الأمّارة بالسّوء المتطلّعة إلى العبّ من الدّنيا ومغرياتها ، وبين النّفس المطمئنة
التي انشغلت عمّا حولها ، وتعلّقت عيونها هناك حيث النعيم المقيم ، حيث ترجع إلى ربّهـا راضيـةً
مرضيّـة .. عن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه قال : " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً "..
بين النّفس الأمّارة بالسّوء المتطلّعة إلى العبّ من الدّنيا ومغرياتها ، وبين النّفس المطمئنة
التي انشغلت عمّا حولها ، وتعلّقت عيونها هناك حيث النعيم المقيم ، حيث ترجع إلى ربّهـا راضيـةً
مرضيّـة .. عن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه قال : " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً "..
والرّسول محمد صلوات الله وسلامه عليه يأمرنا أيضاً ألا ننسى العمل ، وأن نتمسك بالتضحية
من أجل الآخرين وأن نكون قدوةً لغيرنا ، دون انتظارٍ للنتائج الأنيّـة والثواب العاجل ، فما أعدّه الله
خيرٌ وأبقى .. فأي دينٍ هذا الدّين ؟ وأيّ رجل دينٍ كان محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ..
بهذه الرّوح نظر الإسلام إلى الدّنيا واعتبرها مزرعة الآخرة ولقد حـذّر الإسلام من السلبية ونفّر منها ،
لأنّها إن لم تهدم فهي عاجزة عن البناء والتّقدّم ..
من أجل الآخرين وأن نكون قدوةً لغيرنا ، دون انتظارٍ للنتائج الأنيّـة والثواب العاجل ، فما أعدّه الله
خيرٌ وأبقى .. فأي دينٍ هذا الدّين ؟ وأيّ رجل دينٍ كان محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ..
بهذه الرّوح نظر الإسلام إلى الدّنيا واعتبرها مزرعة الآخرة ولقد حـذّر الإسلام من السلبية ونفّر منها ،
لأنّها إن لم تهدم فهي عاجزة عن البناء والتّقدّم ..
ولعلّ هذا ما نستمدّه من موقف النبيّ محمد عليه السلام من الّذين اسـتقلّوا عبادتهم وألزموا أنفسهم أموراً من العبادة لا يفارقونها ، فلما سمع رسول الله بذلك غضب وخطب خطبة بيّن فيها حقيقة الإسلام ، وسنّته في الحياة .. فكان ممّا قرّره : " أمّا أنا فأصلّي وأنام ، وأصوم وأفطر ،
وأتزوّج النّساء ، فمن رغب عن سنّتي فليس مني "..
وأتزوّج النّساء ، فمن رغب عن سنّتي فليس مني "..
الإسـلام إذاً دين حياة وعمل ، لا دين صوامع وانقطاع فحسب . إنّ قصارى ما يوصف به امرؤ انقطع
إلى الله بأنّـه زاهد . ولكن الحيـاة لا تقوم ولا تنهض بمثل هذا ، إنّما الحياة أسواق ومتاجر ، ومصانع
ومزارع ، أخذٌ وعطاء ، بيعٌ وشراء ، ديار سلام وساحات حرب..
إلى الله بأنّـه زاهد . ولكن الحيـاة لا تقوم ولا تنهض بمثل هذا ، إنّما الحياة أسواق ومتاجر ، ومصانع
ومزارع ، أخذٌ وعطاء ، بيعٌ وشراء ، ديار سلام وساحات حرب..
فمن يعمّرها وينظّم شؤونها، لو انقطـع الصّالحون في صوامعهم ؟
إنّ الإسلام دينٌ إيجابي يحثّنا على الانخراط في الحياة، في جميع مجالاتها وميادينها، وإلاّ كيف يكـون التفـوّق في الحياة؟..
إنّ الإسلام دينٌ إيجابي يحثّنا على الانخراط في الحياة، في جميع مجالاتها وميادينها، وإلاّ كيف يكـون التفـوّق في الحياة؟..
قد جاء رسول الهدى بهذا الدين الخاتم ليكون سعادة للبشر في دنياهم تُنَظّمُ به حياتهم، وفي آخرتهم يجنون السعادة الحقيقيّة..
جاء الإسـلام يحملُ الإيمان والعمل، النّظرية والتطبيق، يدعو إليه رسولٌ قدوةٌ في القول والعمل..
وإنّ وقفـة تأمّـلٍ أمام هذه الموازنـة تعطينا فكرة صحيحة عن حقيقة الدّين الإسـلامي ، ولهذا وجب علينا أن نجعل الإسـلام يصدر من خلال أفعالنا وتصرّفاتنا ..
بقلم :: رنيـم شـاكر أبو الشـامات
March 02, 2011
0 التعليقات:
إرسال تعليق