نَـــافـِـــــذةُ للبـَـــــوحْ
يـا سـادة يـا كـرام يا قارئي الكـلمـات .. هذي حكـايـة مـن حكـايـات يـاريمـوتــا
و هـي أيضـاً حكـايـة تحـدث فـي أيّ مكـان أو زمــان
لكنّهـا ...
ياريمـوتـا .. أرض الحكايات التـي لا تنتهـي
حيـث تـولـد فيهــا دومـاً حكـايـات بــلا نهــايــات
وقـد كـان فيهـا فـي مكـان مـا ..
بيت صغيـر نــافــذتـه مفتــوحــة للسـماء
وطفـل صغيــر يحكــي
إلــى صـديقـه بسـرّه يفضـي
مـن نــافـذة للبــوح ..
.
.
مـن نـافـذة بـوحـي .. سـأهديـك سـرّي يـا قمــر
فأنـت صـديقـي .. ودبّـي ريمـي
رحــل يـا قمــر و تخلّــى عنّـي .. وكـم أنـا حزيـن لبعـده منّـي
لمـاذا تـركنـي وحـدي ؟ هـل لأجـل خطـأ أنـا فعلتـه لا يُغتفَــر
هـل فكّـر يومـاً كـم أحتاجـه ؟ أتـراه عنـي سـأل ؟
ألا زال يذكرنـي ؟ أم أنّـه نسـيني ؟!!
لمـاذا تخـلّى عنـي يا قمـر ؟!!!!
الحـزن صـار مرسـومـاً علـى وجهـك يا قمـري .. و عنوانـاً لنافذتـي..
إنّـي لا ألمـح لـه وجـوداً يومـاً مـا في حياتـي
هـو الغائـب دائمـاً عنّـي .. ولا ملامـح لـه أذكـرهـا
سـأسـأل عـن صـورة لـه أمـّي خبّـأتهــا
صـورة لذاكرتـي أحملهــا
أو أتعلّـم أن أرسـم لعلّي يوما ما أرسم لـه وجهــا
يطالبوننـي دومـاً بحبّـه .. !!!
أنـا لا أكرهـه يا صديقـي القمـر لكنـّي أحبّـك أكثــر
أحتـاج وجــوده بجانبــي ..
و أن أتعلّـم منـه كيف أكون رجـلاً .. ومـا معنـى أن أكـون أبــاً
لا .. لا أريــد أن أكـون أبــاً يـا قمــر ..
لا أريــد أن أزرع الحــزن فـي قلـب أحــد
لا تبكـي يا قمـر !!
لا أريـد منـك أن تأتينـي بـه .. قـد اعتـدت غيبتـه وعنـه لـن أسـأل
ولكنـي أحتـاج أن أحكـي لك سـرّي .. الذّي لـم أطلـع عليـه أحــد ..
يسـألونـي مـن أبيـك ؟ ومـا يعمـل ؟ أيـن هـو ؟
أسـئلتهـم تـلاحقنــي وأمقتهــا
لا أمـلك لهـا جوابــاً فأهـرب دومـاً منهـا
أبتعـد عنهـم و فـي قلبـي حزنـاً وهمّـا
يحكـون لـي حكـاياتهـم التي أكرههـا
عـن أعيـاد ميـلادهـم وعـن هـدايـا آبـائهـم
وعـن رحـلاتهـم وعـن ألعـابهـم
وكيف نخـرج من المدرسـة فيمسـك الآبـاء أيديهـم
أريـد أن أضـع يـدي فـي يــده .. أريـد أن أقبّـل خـديـــه
أن أشـتمّ رائحتـه عنـدمـا يحمـلنـي بيـن ذراعيـه
يومـاً مـا يـا قمـر ..
عندمـا أصبـح كبيـراً بمـا فيـه الكفايـة هـل سـأفهـم لمـاذا رحــل ؟؟!!
لا تتخلّـى عنـي أنـتَ أيضـاً يا قمـر سـتبقـى صديقـي وريمـي أيضاً
يومـاً مـا يـا قمـر ..
عندمـا أصبـح كبيـراً .. سـتبقـى لـي صديقـاً
ولـن أكـون أبـداً أبــاً ..
سـأبقـى لأمـي وحـدهــا
عندمـا تبكـي يـا قمــر أسمعهــا
هـي عنّـي دومـاً تداري حزنهـا و دمعهــا
لكنّنـي أحـسّ مدى خوفهـا وألمهــا
سـأكـون معهـا و سـأمسـح دمعهـا عن خدّهـا
لـن أتركهـا تبكـي كمـا فعــل .. أو أرحـل عنهــا
لا و لـن أكـون أبـاً لطفـل يـا قمـر ؟
سـأكـون رَجُـلَ أمّــي و سـأزرع البسمـة عـلى شفتيهـا
لـن أدعهـا تبكـي مـرّة أخـرى وسـأكـون لهــا أبــاً
وحـدهـا لن أتركهــا كمـا فعــل
فابـقَ معـي ولا تتـركنـي أنـت أيضـاً يـا قمـر ..
و أرجـوك أن لا تبــح بسـرّ نـافـذتـي لأحــد
__________________
بقلم :: رنيـم شـاكر أبو الشـامات
April 28, 2012
April 28, 2012
0 التعليقات:
إرسال تعليق