الانعتــــــــاق
لـنْ يجفَّ دَمعـي عَـنِ الأشِـجارْ
ولـنْ يَكـفَّ صَهيلـي يُحرّك الأغصـانْ
غُيـومُ حـُزنِـي تَمـزّقَـتْ
والمـاءُ تَـلاشَـى مِنَ الأنـهارْ
وأنـَـا وأنــتِ .. حبيبتــي
حَرفٌ سَـاقط مِن أبجديةِ الحَياة
صُورةٌ مَرسُومة عَلى جدَارِ الأحَزانْ
شـَريدةٌ بيـنَ صفحاتِ التّـاريخِ
مُلوّنةٌ بألوانِ الحُبِّ مظلّلةٌ بالحِرمانْ
أحُلــمَ الحُبِّ كُنّــا أمْ سـَرابْ
أنــوء بـِكِ ولسْـت أعــرفكِ
لستُ أذكـركِ أو أنّي أتَعمّـدُ النّسيانْ
أبعَدّتِني .. أقصَيتِني .. عَاقبتني بالهِجرانْ
حَبيبتي مَا ذنبيْ .. إنّي زَرعتُكِ في الوجدانْ
وبكُلّ توَسّلاتِ الحُروفِ والأنّـاتِ تَضرّعتُ
أنْ تَرحميني .. أنْ تَعتقيني
آهِ ما أقسَاكِ حَبيبتي
لازلتُ بَعـدَ دُهـورٍ مِنْ تَعاشُـرِنا
أنـْزِفكِ مِنْ كُلِّ أوردَتي والشُّريانْ
كَتبتـكِ بدَمِـي وألمـِي
تَعمّدتُ بمَائِـكِ وصَلبْتُ ذَاتـي
شَـهيدةَ حُبّـكِ عَلى الأوراقْ
أكفـْراً نَطقتُ بمَا لمْ تُعلّميني
فعَـاقبتنـي بالضّيــاعْ
كُلُّ سُفُني أبحَرتْ عَلى شَواطئكِ
وكـَم انتَظرتُ رحْلةَ الإيــابْ
كَم بكيتُ رمَالكِ بينَ أصَابعي
وقَاومْتُ ضَياعِي بَينَ الشُّعابْ
هـَذا قَلبـي وَرداً أحْمرْ
عَلى عُروشِكِ تَوّجتـهُ
فحِلّـي وثـَاقِي و أعتقينـي
أريدُ التّنفسَ بَعـدَ الاختنـاقْ
هَـذَا مَوجُكِ الممتدِّ في أعْماقي
وصَوتُ تَسبيحي يَصعّدُ إلى السَّماءْ
لسْتُ أتـَذكّـرُ حَبيبتـي
هَـلْ أنـَا مَنْ كتبتـكِ يـَومَـاً
أمْ أنّـكِ مَـنْ كتبنـي
لحظَـة ولادَتـِي
وفـَارقَ الحَيـاة
عُودِي إليّ .. حَبيبتي
أو إليـكِ خُذيني
فَما لذّ لي عَيشٌ ولا طـابْ
هَواكِ سَكنني
ولسْتُ أبحثُ بَعدَ اليَومِ
إلا الانعتــاقْ
فاعتقـي رُوحي أو أزهقيـها
عَلى مذابحكِ ماتتْ كل الحُروفْ
وولـِدتُ أنـَا بعـدَ مَخاضـك
قصيـدةً بـلا عُنــوانْ
لـم تُكتـبْ كَلمـاتُهـا
لكنَّ الأيـامَ نَـزفتـها
وتبنّتهـا الأنـْـواء
__________________
بقلم :: رنيـم شـاكر أبو الشـامات
June 1, 2012
0 التعليقات:
إرسال تعليق