النجاح المدرسيّ
ومعوقات الطالب الذّاتية
بقاـم رنيـم شـاكر أبوالشامات
يواجه الطالب خلال
الفترة الدراسية معوقات ناتجة عن قناعات ومعتقدات سلبية تؤثر على دراسته بفعالية وعلى
نجاحه، من أهمها: التّسويف والشّكّ بقدراته ، والقلق ...
فما هي الفائدة كمثال
من دراسة فعّالة إن حدث وتشتّت ذهنك في الامتحان بسبب القلق والتوتر ، وما النّفع من
جلوسك في الامتحانات إن لم تملك الثّقة بقدراتك في المادة التي تمتحن بها.. كذلك ما
النّفع من التّقدّم لامتحان وأنت لم تقُم بالجهد المطلوب منك بسبب تسويفك و تقصيرك.
لنبدأ أولا بالحديث
عن التّسويف:
فحتى تنجح في التّغلّب على التّسويف عليك تحفيز نفسك وتغيير أسلوب تعاملك
مع الوقت ، والتفكير بأنه لا بدّ عليك من العمل عاجلا لا آجلا، وأنّ البدء في وقتٍ
مبكّر يمكّنك من إصلاح الأمور إن كان لديك نقصٌ في معلومات أو عدم وضوحٍ في درسٍ أو
فكرة أو ما شابه .. أما البدء المتأخّر فإنّه يحرمك من تعويض النّقص أو الإصلاح ، فالامتحان
له موعد محدّد وهو موعد نهائي لن يتغيّر، والدّراسة مسؤولية عليك تحمّلها وذلك يعني
أن تنهض بمسؤوليتك الآن وليس لاحقا .. لذا ابدأ بتحديد الوقت المخصّص لدراستك - وإن
كان قليلا - ومع التّركيز الجّيد ستزداد فعاليتك وسيمضي وقت الدراسة بأكثر مما تتوقع
أكيد ..
تذكّر أنّ النّجاح
يأتي تدريجيا خطوة تلو خطوة ولا يمكنك القيام بكلّ واجباتك في آن واحد وهنا تأتي فائدة
التنظيم والتخطيط فكن مرنا بخصوص الوقت ومنضبطا ونظّم المادة الدراسية إلى أجزاء تمكّنك
من استذكارها جميعا دون تأجيل أو تراكم .. وقم بتحفيز نفسك باستمرار وبصورة متكرّرة بتصوّر نجاحك الّذي
ترغب به في ذهنك لتعمل بنشاط وهمّة ..
** لكن تحديد الهدف
وحده لا يكفي، لذا يجب عليك السّعي والمثابرة باستمرار لتحقيقه
ثانيا: الشّك بالقدرات :
إنّ شكّك بقدراتك ومهارتك في مادة ما تذاكرها.. يكوّن لديك حاجزا داخليا قويا
يمنعك من تعلّم تلك المادة لأنّك بشكّك هذا قد أرسيت في عقلك اللاواعي معتقدا سلبيا
يقول: أنا ضعيف في مادة " الرياضيات أو اللغة مثلا " فلماذا أدرسها وأنا
لا أفهمها ولا أجيدها ؟ و يترجم ذلك المعتقد إلى سلوك انهزامي أمام المادة فتهمل
المادة وتتجنّب دراستها ..
وما هو واجب
عليك فعله في هذه الحالة هو تغيير تلك القناعة والاهتمام أكثر بتلك المادة تحديدا
والشّيء المهم الذي يجب أن تتعلّمه وتردّده بتكرار لنفسك أنّ ما هو ممكن لغيرك فهو
ممكن لك أيضا وتفوّق البعض بتلك المادة هو ممكن لك أيضا إن نظّمت استذكارك ووجدت
المزيد من الوقت والاهتمام لدراسة هذه المادة .. فربما يكون البعض أسرع أو أبطأ في
التعلّم من الآخرين لكن عقولنا ليست مختلفة إلى حدّ بعيد ، فإذا ما كنت تواجه
صعوبة في تعلّم مادة ما ، فإنّ ذلك يرجع لأسباب محدّدة وليس لأنّ دراستها أو فهمها
مستحيلا .. فامنح لنفسك الفرصة لإظهار قدراتك الحقيقة وغيّر قناعاتك السلبية وسترى
انعكاس ذلك على فهمك واستيعابك للمادة وتأكّد لا توجد متعة تعادل متعة التعلّم
واكتساب المعرفة حتى وإن كانت بهدف التقدّم لامتحان ..
** تذكّر هدفك
الذي تريد تحقيقه وأنّ ما هو ممكن لغيرك فهو ممكن لك أيضا
ثالثا: القلق من
الامتحانات:
من أكثر
المعتقدات السّلبية الناتجة عن شعور القلق والتي يتبناها بعض النّاس هو اعتقاد
الفشل، وبالنّسبة للطالب فهو معتقد يؤدي إلى تعطيل قدرته على الدّراسة بفعالية
وتقديم الامتحان بصورة سيئة تؤدي إما لنتائج ضعيفة أو حتى الرّسوب، فهو من الممكن
أن يتحوّل لاعتقاد راسخ وتحقّق ذاتي.
كذلك هناك
اعتقادات سلبية أخرى سببها القلق كالاعتقاد بنسيان كلّ شيء بمجرّد الدّخول لقاعة
الامتحان، أو الإصابة بالغثيان وقت الامتحان ...
إنّ وضع مثل هذا
الحاجز النّفسي والمعتقد السلبي أمامك سيقودك للعجز والاستسلام للأفكار السّلبية
وتضييع فرصة التّحضير الجيد والتقدّم كما يجب للامتحان للوصول للنتيجة والنجاح
الذي ترجوه.
وهنا بعض
النّصائح المساعدة للتغلّب على هذه المعتقدات المعيقة للنجاح :
1. من المهمّ
جدا في فترة الدراسة وضع خطة لمتابعة الدروس والتمكن من المواد مع مراعاة القدرة
على الالتزام بها والواقعية وكما تخصّص وقتا للدّراسة، كذلك خصّص وقتا للّراحة ،
وقسّم المادة الدّراسية إلى أجزاء يمكن إنهاؤها بشكل يومي، ذلك يُشعرك بالإنجاز
والتّحقيق والتغلّب على التّسويف والتأجيل ويمنحك الثّقة بقدرتك وأنّك تستطيع
تحقيق النجاح الذي تريد. وكتابة خطتك وما تحقّقه من إنجاز يومي أمر هام لتدرك ما
أنجزته وما تبقَ لك
2. اجعل دراستك
بتركيز وكذلك مركّزة بالحرص على الموضوعات المحتملة والمهمة، وضع إشارات خاصة
لتحديدها ، واستعرض الأسئلة التي وردت في دورات الامتحانات السّابقة لتعتاد نمطها
، وجرّب الإجابة عنها بعد الانتهاء من تحضير المادة
3. تجنّب مرافقة
الزّملاء المحبطين الّذين يدفعونك لعدم الدّراسة ويشجعونك على التّسويف والإهمال، والّذين
يدّعون أنّهم لا يدرسون أبدا ، وفيما بعد تكتشف أنهم كانوا يدرسون كما يفعل كلّ
الطلاب .. واختر صداقة من يزيد حماستك للتّعلّم والدّراسة وقم بمراجعة دروسك معه
واشرحوها فيما بينكم فذلك يرفع من تركيزكما وتفاعلكما، وبالتالي تعلّم المادة بشكل
أسرع وأكثر فعالية .
4. قاوم شعور
القلق ليلة الامتحان وامنح نفسك قدرا كافيا من النوم للاسترخاء وأخبر نفسك أن غدا
في وقت الامتحان ستكون مستعدا تماما، وأنّك واثق من معرفتك وتمكّنك من المادة
وأنّك ستبذل كلّ جهدك . فأنت حين تملك تلك الثقة والاعتقاد الإيجابي ستُقبل على
الامتحان وأنتَ مستعدّ بشكل فعّال وسيمرّ وقت امتحانك وأنت مركّز على الإجابات دون
تشتيت أو قلق.
5. استمرّ في
دعم نفسك ولا تسمح للقلق أو التّوتر بالتّسلل إليك وأجب على أسئلة الامتحان التي
تجيدها أولا، وانتقل بعدها للأسئلة التي تحتاج وقتا أطول وأكثر تفكيرا ..
ومن الممكن طبعا
اللجوء للآخرين وطلب المساعدة للحصول على الدّعم ، سواء من أجل فهمٍ أفضل للدّروس
أو من أجل التشجيع .. إلا أنّ الدّراسة هي مسؤولية شخصية بالدّرجة الأولى، ويجب أن تقوم بها بنفسك .. لذا كن في موقع السّيطرة
والتحكم إن أردت أن تكون ناجحا ، فهذا ما يفعله النّاجحون سواء في التعلّم أو في
الحياة ..
امنح نفسك كلّ
ما يساعدك على النّجاح والثقة بما تملك من قدرات وما حقّقت خلال العام ، واهتمّ
بمسؤوليتك بوعي، وحفّز نفسك للإنجاز بتخيّل هدفك وقد تحقّق وثق بأنّك جدير
بالنّجاح وأنّك تستحقّه.. مع التمنيات بالنجاح والتوفيق لجميع المجتهدين المجدّين
صنّاع الحياة ...
Utopian Mind